09
كانون الأول
2023
اعلان الكلية الشرقية الباسيلية في زحلة مدرسة دامجة بوشكيان:"صرح ثقافي وسنديانة معمّرة في قلب الزحالنة"
حضر وزير التربية بالوكالة وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان حفل إعلان الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة "مدرسة دامجة" وذلك بمناسبة اليوبيل ال 125 على تأسيس الكلية الشرقية الباسيلية، وجرى تنظيم ندوة خاصة بالمناسبة برعاية وزير التربية الدكتور عباس الحلبي حول الصعوبات التعلمية وسبل معالجتها تحت عنوان "ممكن" بمشاركة مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي الدكتورة هيلدا الخوري، الأستاذة المحاضرة في جامعة القديس يوسف والخبيرة في التربية الدامجة السيدة غيا الخوري سعيفان، رئيس مدرسة الكلية الشرقية الأب شربل أوبا، وأدار الندوة الإعلامي بسام أبو زيد.
حضر الاحتفال رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، الرئيس العام للرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة الارشمندريت برنار توما، النائب سليم عون، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب وعقيلته، النائب الأسقفي العام نقولا حكيم، الاب جورج المعلوف ممثلا المطران انطونيوس الصوري، رئيس دير مار الياس الطوق الأب مطانيوس نصرالله، المدبر في الرهبنة الشويرية الأب ديمتري فياض، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفيسور هيام إسحق، رئيس المنطقة التربوية في زحلة الأستاذ يوسف البريدي، المنسق العام للمناهج التربوية جهاد صليبا، ممثل الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان آرام قردغليان، إضافة إلى عدد كبير من مديري المدارس الخاصة والرسمية في منطقة زحلة والبقاع، الهيئتين الإدارية والتعليمية في الكلية الشرقية الباسيلية وأهالي وموظفي وتلامذة المدرسة.
بوشكيان
وبعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد المدرسة ألقى بوشكيان التحية على الآباء والحاضرين، وقال :"قبل أن ألقي كلمة الوزير الزميل عباس الحلبي، أريد أن أحيّي كلّ معلّم ومعلّمة في الكليّة الشرقية التي أمضيت في صفوفها سنين طفولتي وصباي. ان الكلية الشرقية أعطتني وصقلتني ونشأْتُ فيها على الايمان والتربية والثقافة والحق. الكلية الشرقية سنديانة معمِّرة في قلب زحلة والزحالنة. هي البيت القائم على صخر، ومهما اشتدّت العواصف، تبقى شامخة. هي الدرس والتعليم والصف والملعب والبيت الأول والثاني. هي الوطنية والانضباط والارتباط بزحلة".
ثم ألقى الكلمة التالية:"في عيدها المائة والخامسة والعشرين تجدد الكلية الشرقية الباسيلية شبابها وتخطو في اتجاه الحداثة خطوات تربوية إنسانية إجتماعية، متكئة على تاريخ عريق طافح بالشخصيات التي ارتادت صرحها ، وبالآباء الذين تناوبوا على قيادة مسيرتها، فاغتنوا من رحيق روحانياتها ، واغنوا المجتمع والمنطقة بمواطنين صالحين وقادة روحيين وتربويين وعلى مستويات العمل كافة" .
وتابع:" لقد شاءت الكلية الكاثوليكية النكهة، الغارقة في الوطنية منذ قبل نشوء لبنان الكيان الحالي، والعابرة كل الصعوبات ، ان تحمل على عاتقها مسؤولية التحول إلى مدرسة دامجة، بكل ما يترتب على ذلك من تطوير وتدريب وملاءمة في الهندسة وتجديد الطاقم التربوي والإداري ، لتكون الخطوة ناجحة ، تكلل مسارا تاريخيا في العناية بالمتعلمين مهما تمايزت طاقاتهم ، لتقودهم على طريق الإبداع والحياة الكريمة. لقد تساءلت معكم هل من الممكن أن تنجح الكلية الشرقية في سلوك هذه المسيرة ، وأجبت نفسي ب نعم ممكن ، وبالتأكيد ممكن . ونحن شهود على ذلك ومستعدون للتعاون من أجل ذلك، لأننا في القطاعين الرسمي والخاص متجهون نحو التعليم الدامج والمنصف للجميع مهما تمايزت طاقاتهم وتعددت ذكاءاتهم".
وأردف:"فالتهنئة للأب الرئيس الدكتور شربل أوبا على هذا الإنجاز ، وكل الثقة بحسن إدارتكم لهذا الصرح الذي لا يقبل بأقل من التميز . والتهنئة للهيئة التعليمية ولزحلة ومنطقتها ، والتهنئة الكبرى للتلامذة المميزين بتنوع مواهبهم لأنهم سوف ينالون العناية والرعاية في هذه الكلية"..
وأضاف:" من موقع وزارة التربية والتعليم العالي، فهي تخصص الاهتمام لتحويل كل المدارس الرسمية إلى مدارس دامجة ، وقد رفع عددها من 30 مدرسة إلى 120 مدرسة دامجة ، وفي هذا السياق تعقد الشراكات مع القطاع الخاص الذي سبق الدولة بأشواط في هذا المجال ، ولكن وزارة التربية رسخت سياسة الدمج التربوي الكامل ، واصبحت المدارس التي بنيت وتبنى حديثا مهيأة هندسيا أو معدلة لاحتضان التلامذة اصحاب الإعاقات الحركية وذوي الإحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية . إن سلوك مسار دمج الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ليس ترفا ، بل هو سياسة اعتمدناها بكل اندفاع واقتناع ، وهذا الأمر نضعه في مقدمة واجبات الدولة ومؤسسات المجتمع".
وتابع:" لأن الدمج في نظرنا هو أبعد من مشروع، إنه تغيير في الثقافة الإجتماعية ، وإنه تفتح لإنسانية الإنسان وانخراط طوعي في تحمل المسؤولية . فلكي نغيّر هذه الثقافة علينا العمل من خلال شراكة حقيقة مع جميع مكونات المجتمع ومع الشركاء المحليين والدوليين ، من اجل أهداف سامية لا يمكن لأي جهة ان تحملها وحدها"..
ولفت إلى "أن مناهجنا التربوية المطورة قد بلغت مرحلة متقدمة لجهة اعتماد تكييف المناهج والدروس والإمتحانات مع ما يتناسب وسياسة الدمج التربوي. وتم إنجاز القراءة النهائية من منظار الجودة للأوراق المساندة للإطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي ،وسوف نعلن في وقت قريب مع المركز التربوي للبحوث والإنماء الإنتقال إلى مرحلة كتابة مناهج المواد التعليمية في كل مادة وتغطية السنوات الدراسية كافة. ونحن في خضم إحياء اليوم الوطني لدمج الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، ونظرا للظروف التي تمر بها البلاد نتيجة للإعتداءات الإسرائيلية على غزة وجنوبي لبنان، استبدلنا الإحتفالات بهذا اليوم البالغ الأهمية بزيارة مدرسة رسمية دامجة في بيروت بالأمس ، ونجتمع اليوم في الكلية الشرقية في زحلة للغرض نفسه ، لنؤكد مع شركائنا في التعليم الخاص على أهمية تأمين تعليم نوعي للمتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية".
وتابع:" كذلك أود في هذا اليوم ، أن أوجه تحية من القلب إلى الجمعيات والمدارس الرسمية والخاصة الدامجة والتي سبقت الدولة بسنوات إلى احتضان هذه الشريحة المميزة من المتعلمين وحولتهم إلى طاقات منتجة وأشخاص مستقلين ومسؤولين ، كما انها احتضنت الحالات الصعبة والتي تستدعي إمكانات بشرية ومادية كبيرة جدا".
ودعا "جميع الجهات والشخصيات المقتدرة ماليا إلى الوقوف إلى جانب المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة ، لتستطيع عبور هذه المرحلة الصعبة جدا في تاريخنا ، غير أننا عقدنا العزم على مواصلة التطوير والتحديث بشراكة تامة بين القطاعين الرسمي والخاص وبالتعاون مع الجهات الدولية والمانحة ، لكي لا يفوتنا الركب فنخسر ريادتنا وتاريخنا التربوي المشرق".
وختم:"قبل أن ننهي لا بد من شكر الأب الدكتور شربل أوبا وطاقم الكلية الشرقية والمطرانية الراعية على هذه النقلة النوعية ، كما أقدر عاليا مشاركة رئيس نادي الصحافة والإعلامي المميز الأستاذ بسام أبو زيد في إدارة الندوة ، التي تشارك فيها كل من مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية الدكتورة هيلدا الخوري ، والمتخصصة في حقل الدمج التربوي المحاضرة الجامعية السيدة غيا الخوري سعيفان. مهما تعاظمت قساوة الظروف والأخطار تبقى لنا التربية الثروة الحقيقية والمنطلق للنهوض والإستمرار. مبروك مجددا إطلاق الكلية الشرقية الباسيلية كمدرسة دامجة . عاشت التربية وعاش لبنان."
بدوره، أعلن المطران ابراهيم في مستهل كلمته تعيين قدس الأب شربل أوبا، الراهب الباسيلي الشويري، بناء على المرسوم الأسقفي سجل رقم 1 2023/72
نائبا أسقفيا خاصا للشؤون التربوية، وفقاً لقوانين وشرائع الكنائس الشرقية الكاثوليكية (ق.246 إلى ق.251)، وهو منتدب لإجراء كل ما يلزم من أجل تفعيل دور أبرشيتنا في تنظيم وتجديد وتطوير العمل التربوي الديني والمدني في الأبرشية، بحيث يسري هذا المرسوم ابتداء من يوم الجمعة 8 كانون الأول 2023 وينتهي مع انتهاء مدة رئاسة الأب أوبا على الكلية الشرقية، وذلك في خطوة تؤكد التزامنا القوي بتعزيز التعليم ودعم الجميع في مسعى لتحقيق التقدم والتنمية في زحلة والبقاع وببركة الرئيس العام للرهبانية الشويرية الغالية الأرشمندريت برنار توما.
وأعرب المطران ابراهيم في كلمته عن سروره" بالوقوف هنا اليوم في هذه المناسبة الهامّة، حيث يتمُّ إعلان بشرى سارة تتعلق بمدرسة الكلية الشرقية في زحلة".
وأردف:" قبل كل شيء، أود أن أعبّر عن امتناني وتقديري لكل منكم على حضوركم اليوم وعلى دعمكم المستمر للتعليم والمؤسسات التعليمية في هذه المدينة الجميلة. إن تواجدكم هنا يعكس روح الوحدة والتضامن بين جميع المهتمين بالشأن التربوي وعلى رأسهم وزارة التربية.
اليوم، نحن فخورون بإعلان مدرسة الكلية الشرقية في زحلة، مدرسةً دامجة بامتياز. هذا يعني أنها ستستقبل الطلاب من مختلف القدرات، بما في ذلك الطلاب ذوي الصعوبات التعليمية. هذه الخطوة تعزز قناعتنا بأهمية حق التعليم للجميع، وهي في توافق تام مع قيم وتوجهات الكنيسة".
وتابع :" إن تأمين قبول الطلاب ذوي الصعوبات التعليمية في المدارس وتوفير البيئة المناسبة لتأهيلهم هو أمر ضروري وأخلاقي يجب أن يكون جزءًا من التعليم الشامل. هؤلاء الطلاب يواجهون تحديات فريدة تتطلب دعمًا ورعاية خاصة. إن تأمين قبولهم في المدارس يعكس قيم العدالة والاحترام للجميع، ويعزز فرصهم للمشاركة الفعالة في المجتمع وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم وللآخَرين"، لافتُا " الى ان العديد من الطلاب ذوي الصعوبات التعليمية يعيشون تحديات تتجاوز قدرتهم على متابعة المناهج الدراسية التقليدية. يمكن أن تتضمن هذه التحديات الاضطرابات في التعلم، مثل عُسر القراءة أو صعوبات في معالجة المعلومات أو اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه. تأمين قبول هؤلاء الطلاب في المدارس يتطلب تحديد احتياجاتهم الفردية وتقديم الدعم الملائم لهم. إنها مسؤولية وطنية تَهدِفُ إلى بناء مجتمع متكافئ وعادل لا مكان فيه لأي طبقية تربوية أو أيِّ تمييز تصنيفي ظالم".
وتابع:" إن التعليم المتخصص للطلاب ذوي الصعوبات التعليمية يُقدِّمُ فُرصًا لتلبية احتياجاتهم وتطوير إمكانياتهم. يمكن أن يشمل هذا النهج استراتيجيات تعليمية مختلفة، وبرامج دعم إضافية، واستخدام التقنيات التعليمية المبتكرة. من خلال هذا النهج، يمكن للطلاب ذوي الصعوبات التعليمية تحقيق تقدم في تطوير مهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية".
.
وقال الاب شربل اوبا:" أرحب بكم في هذا الصرحِ التربويِّ العريق الذي يختُمُ مئةً وخمسةً وعشرينَ عامًا من تاريخِه في خدمةِ التربيةِ والتعليم لأبناءِ زحلة والبقاع"، مشيرًا " إلى أنه من ضمن الرؤية الجديدة والشفافيّة التي اعتمدتُها منذ استلامي رئاسةَ الكلّيّةِ الشرقيّةِ الباسيليّة في أيلول 2019 لأذهبَ بالعائلةِ التربويّةِ نحوَ مستقبلٍ زاهر، كانَ مشروعُ دمجِ التلامذةِ ذوي الصعوباتِ التعلّميّةِ في المدرسة هدفًا من أهدافي الاستراتيجيّةِ لمشروعي التربويِّ في المدرسة".
وتابع:" لقد أطلقْتُ على هذا المشروعِ عنوانَ: "بوبو العين"، فكما يحمي الجَفنُ العين، يحمي مكتبُ الدعمِ التربويِّ في الشرقيّة أبناءَنا التلامذة من كلِّ الصعوباتِ التي تعترضُهم. وكلُّ شيءٍ ممكن".
وتوجه أوبا بالشكر الى أعضاء المكتب الذي يضم كل من ميريام قصارجي الششم، ريتا أبو حيدر نبهان، باتريسيا الرياشي، غوى غصين، ريم حنّا، ميشال غصّان وتيريز جريجيري.
وتابع:" ولأنّ حمايةَ "بوبو العين" بحاجة إلى تجهيزات، فاسمحوا لي أن أشكرَ الصندوقَ الدَوليَّ للتأهيل ممثَّلًا بالسيّدة سمر قاصوف عطايا لتجهيزِه الممرَّ الخاصَّ بذوي الاحتياجاتِ الخاصّة".
وختامًا، كلمةُ شكرٍ من القلب لمعالي الوزير الصديق، وخرّيجِ الشرقيّة، سعادةِ النائب جورج بوشيكيان المحترم. ولسيادةِ المطران إبراهيم إبراهيم السامي الاحترام، والسيّدتين هيلدا الخوري وغيا الخوري سعيفان والإعلاميّ اللامع بسّام بو زيد.
كما شكر كل من أخويّة فرسان العذراء– فرع الشرقيّة، سنتر الباليه في الكلّيّة الشرقيّة، بيرلا أبو خاطر – قدامى الشرقيّة، الكشّاف اللبنانيّ، فوج زحلة الثالث – فرع الشرقيّة شرطة بلديّة زحلة، طلّاب الصفّ السابع أساسيّ
الهيئتَين التعليميّة والإداريّة وأهالي تلامذتِنا الأحبّاء.
وتخلل الاحتفال عرض وثائقي عن المراحل والخطوات التي رافقت اعلان الكلية الشرقية كمدرسة دامجة، مع عرض شهادات وخبرات عدد من التربويين ومن ذوي الاختصاص.