وزير الصناعة في حفل تخرج طلاب الكفاءات:

وزير الصناعة في حفل تخرج طلاب الكفاءات: "أنتم قادرون على التغيير ومستعدون لتطوير لبنان"

رأى وزير الصناعة جو عيسى الخوري أن "الصناعة الحقيقية هي "الإنسان" فهو من يعمل ويُبدِع ويُحدِث فرقًا، مؤكّدا أننا لم نعد نرغب في تربية أبنائنا وبناتنا ووضع عبارة "صُنع في لبنان" عليهم وتصديرهم إلى الخارج بل نريدهم أن يبقوا في لبنان، لا بل أن نعيد كل من اضطر للرحيل خلال الأزمات".
كلام عيسى الخوري جاء خلال حفل تخريج طلاب مؤسسة الكفاءات في حضور ممثّل المطران سلوان متروبوليت جبيل والبترون وجبل لبنان القدس المتقدّم في الكهنة الحارث سليمان، رئيس بلدية عين سعادة موريس الأسمر، ممثل رئيس بلدية بيت مري رجا رعد، رئيس بلدية الفنار السابق جورج سلامة، المؤسس المشارك لمؤسسة الكفاءات ليلي نديم شويري، رئيس مجلس الأمناء فادي عوّاد وأعضاء المجلس، رئيس الجامعة نمر فريحة، أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية وأهالي المتخرّجين. 

ولفت عيسى الخوري إلى أننا نحتفل بتخرّج 150 شابة وشاباً عملوا بجدّ، وثابروا، وآمنوا بأنفسهم، واليوم يجنون ثمار سنوات من التعب والتفاني، وما يسعد أكثر أن نسبة الخريجات توازي تقريباً نسبة الخريجين، 50% فتيات و50% شباب، وأن تخصصاتكم متنوعة بين الصناعة، التصميم الغرافيكي، تصميم المجوهرات، الضيافة، الإلكترونيات، المحاسبة، والمعلوماتية... وكلها اختصاصات يحتاجها لبنان بشدّة، كونها تمثّل ركائز أساسية لبناء اقتصاد إنتاجي حديث ومتطور.
وأكد أنه يتوجّه اليهم ليس فقط كوزير، بل كإنسان يؤمن بقدرة الإنسان على التغيير، وعلى تغيير العالم من حوله. وتابع: "في الصناعة، هناك قطاعات كثيرة تبدأ من الطين. الطين ليّن، بلا شكل، لكنه غنيّ بالإمكانات... غير أن الطين، ما لم يُعالج، يبقى هشاً. لا يشتدّ إلّا إذا دخل النار. لكن تلك النار ليست نار الإحراق، بل نار التحويل والتقوية. وهكذا يصبح الطين أصلب، وقادراً على الدخول في صناعات عدّة".
وتوجّه للمتخرّجين قائلا: "أنتم، كنتم مثل ذلك الطين. جئتم مفعمين بالطموحات والأحلام والأمل، وتعمّدتم بنار "الكفاءات" التي صقلتكم، وحوّلتكم إلى شباب وشابات أقوياء، مستعدين لتطوير لبنان والمساهمة في تحسينه. أتحدّث كوزير صناعة عن المعامل، والآلات، والتصدير، لكن الحقيقة أن الصناعة الحقيقية هي "الإنسان"، أنتم من ستعملون، وتبدعون، وتُحدثون الفرق".

وجدد التأكيد أننا لم نعد نرغب في تربية أبنائنا وبناتنا ووضع عبارة "صُنع في لبنان" عليهم وتصديرهم إلى الخارج، بل نريدهم أن يبقوا في لبنان، لا بل أن نعيد كل من اضطر للرحيل خلال الأزمات. 
واذ شدد على أن الإرادة تتغلّب على كل الصعوبات فكثر منكم كسروا حواجز صعبة وتجاوزوا مراحل قاسية، وهذا بحد ذاته درس لجميع الأجيال، لفت عيسى الخوري الى أنه لولا مؤسسة "الكفاءات"، لما كان هؤلاء الطلاب هنا اليوم.

واضاف: "قبل أن ألتقي بميريام شويري، كانت كلمة "الكفاءات" تذكّرني بالحرب المأساوية التي عاشها لبنان بين عامي 1975 و1990. ولكن من حسن الحظ أنني تعرّفت إليها لأنه، وبعد أن روت لي قصة الكفاءات، أصبحت هذه الكلمة مرادفاً للأمل، والنجاح، والمستقبل المشرق، وأنستني جزءاً مظلماً من الحرب. فمنذ عام 1957، و"الكفاءات" تبني أجيالا بدأت بتعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوسّعت باختصاصاتها رغم الحرب، وشيدت مركزاً في عين سعادة، وأسّست أول مدرسة للضيافة، ووفّرت التدريب والتعليم المهني والتقني لآلاف اللبنانيين. لم تتوقف هنا بل أسّست "جامعة الكفاءات" التي تضم اليوم 4 كليات و18 اختصاصاً وخرّجت أكثر من 40 ألف شخص، ووقفت إلى جانب المحرومين، وقد نالت أوسمة من الدولة اللبنانية ومن منظمات دولية، منها ثلاث مرّات وسام الأرز اللبنان". وبالتالي رأى أن "الكفاءات" ليست مجرد مركز للتعليم، بل هي قصة نضال ومقاومة، كما انها ليست فقط شريكاً تربوياً، بل شريكاً استراتيجياً أيضاً".

كما أوضح ان الصناعة تحتاج إلى المهارة، إلى شباب وشابات يجيدون تشغيل المعامل والحواسيب، وتصميم وصناعة المجوهرات، وخدمة الزبائن، والمحاسبة. لذلك، أكد انه في وزارة الصناعة هناك إيمان بضرورة توسيع وتنظيم الشراكة  مع "الكفاءات"، وتعزيز التعاون مع الصناعيين عبر جمعية الصناعيين التي ينبغي أن ترى كيف يمكن للمؤسسة أن تساهم في رفع مستوى الكفاءة وجودة العاملين والموظفين. من هنا لفت الى انه في كل مصنع، يجب أن يكون لخريجي "الكفاءات" بصمة، وفي كل صف، يجب أن يتواجد طلاب وأفكار تساهم في تطوير الصناعة.

ووجّه عيسى الخوري تحيّة من القلب إلى كل الأهالي والمعلمين والمعلمات، قائلا: "أنتم من زرع ورعى ووفّر الحماية لهؤلاء الشباب والصبايا. تعبكم هو ما أوصلنا إلى هذه اللحظة. ويحقّ لكم أن تكونوا فخورين...  وأنا على يقين بأنكم فخورون".

وختم كلمته مردّدا الصلاة التي كان يرددها مؤسس هذا الصرح، الأستاذ نديم شويري، من قلب لبناني يحب لبنان وأبناءه العاملين، وقال: "بارِك يا ربّ هذا اليوم. وأعطِنا المجالَ والنشاطَ والقوّةَ والصبرَ، لنعملَ ونَستمرَّ، ونستحقَّ نِعمةَ خُبزِنا. واجعلنا قادرينَ أن نُحبَّ ونغفرَ مَن يُسيءُ إلينا ولا يفهمُنا. واجعلنا دوماً نفكّرُ ونعملُ لِمَن ليس عندهُ مكانةٌ وخبزٌ وعملٌ. بارك يا ربّ "الكفاءات" التي أوجدناها باسمِكَ، واقبل صلاتَنا. واسمحوا لي أن أضيف: "ليحمل خرّيجو الكفاءات لبنان في قلوبهم، كي يبقى لبنان مشعّاً فخراً بكم. 
اذهبوا، وابنوا لبنان وليوفِّقكم الله".
WhatsApp-Image-2025-07-26-at-16-34-04-(1).jpeg

WhatsApp-Image-2025-07-26-at-16-34-04-(2).jpeg